5أبريل

أنا خادمك وأنت خادمي

كان عندي قناعة مترسخة لابد أن أكون معتمد على نفسي بكل شيء، وهدفي أن أتعلم ما أريده وأتقنه، ومهما كان أحاول أن لا أطلب أحد، بل كنت أدعي ربي أن لا يحوجني لأحد.
وفي يوم من الأيام كنت أقرأ وأتأمل في الآية العظيمة (ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضا سخريا) تغيرت القناعات لدي بشكل كبير، وعرفت أنني كنت أطلب المستحيل، أو بالأصح كنت أُعذب نفسي!

سبحان الله .. كيف نحن مسخرين لبعض، نكمّل لبعض ونخدم بعض، وكل منا مسخر للآخر.

هذه الآية كان كفيلة بأن تأخذني في بحر التفكر كيف أن الخباز النجار الحداد العامل المدير الرئيس المعلم الطالب المزارع الملك الصياد الأمير المهندس المحامي القاضي المصمم الخادم السواق الطباخ و و و وغيرهم .. كلهم مسخرين لي ليخدموني أنا ..؟!
وفي المقابل أنا مسخر لهم في العديد من الأشياء التي وهبني الله إياها.

ليتخذ بعضهم بعضا سخريا؛ احترام وتقدير وإجلال لكل المهن والأعمال التي ربما كنت في يوم من الأيام أكرهها أو أبغضها.
ليتخذ بعضهم بعضا سخريا؛ التكاتف والتعاضد والتعاون بين مختلف الشعوب والثقافات بمختلف الأجناس والأطباع والتفاصيل.
ليتخذ بعضهم بعضا سخريا؛ تيقنت لماذا يد الله مع الجماعة ..؟!
ليتخذ بعضهم بعضا سخريا؛ والكثير الكثير .. فقط أدعوك تتفكر في نفسك وحالك ..!
ليتخذ بعضهم بعضا سخريا؛ أنا خادمك وأنت خادمي.

شارك التدوينة !

عن صفوان القريوتي

صفوان القريوتي
شاب أعمال | استثمر في الفرص

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*