4أبريل

هل نحن نخطط لليوم الأسود المشؤوم!

“ثروتك الحقيقية هي عدد الأيام التي يمكنك أن تصمد فيها فيما لو فقدت وظيفتك اليوم” باك ستوفولا

استوقتني مقولة باك ستوفولا كثيرًا من سنوات، وأخذتني في رحلة ومتاهات متعددة حول واقعنا وواقع الكثير من حولي! لا سيما والغالب في المجتمعات اليوم يعتمدوا على الوظائف كمصدر دخلهم، بل ربما تكون هي م الوحيد لديهم. ولكن! هل دخل الوظيفة يُمَكُننا بسهولة من الادخار وتكوين رصيد إدخاري مثمر؟!

وبغض النظر عن مصدر الدخل ونوعيته وواقع المعيشة الذي نعيشه، قادني التفّكر لتذكّر مقولة شائعة قديمة “خبي قرشك الأبيض ليومك الأسود” والتي كنت ولا زلت استنكرها جدًا وولَّدَت لديّ قناعة في زمن سابق بأنه لا حاجة للإدخار دام أنني افترض هذا الافتراض، ولا أدري ما السبب في هذا التشاؤم! وكأنه حتمًا أن هناك يومًا أسود قادم لا محالة!

لكن! اعتقد أن الفكرة صحيحة ولكن المثل كان خائبًا، فتجارب الحياة علمتني أهمية أن يكون لدى الشخص ثروة حقيقية تبعث له الاطمئنان والراحة وتشعره بالأمان نوعًا ما، بدون تشاؤمات مستقبلية.

كيف؟ وجدت أن التزام الشخص بأن يكون لديه رصيد احتياطي يجعله مطمئنًا في حال انقطع مصدر دخله الحالي بأنه قادر على أن يستمر ويعيش وهو وأهله بكامل حريته وراحته لفترة من الزمن، مثلًا من 6 – 12 شهر. فهذا الأمر يشعره بالاطمئنان والراحة في وجه العديد من التحديات والمغامرات التي قد يقدم عليها ولكن يمنعه من اتخاذ القرار بأن مصدر دخله سينقطع! بل ربما في هذه الحالة سيكون لديه دافع قوية للإقدام على قرارات أجرأ وأقوى.

هذا الرصيد البسيط هو من باب استشعار الأمان المالي الشخصي وليس من باب التشاؤم المستقبلي لليوم الأسود. فهو مثله مثل ربط حزام الأمان عند قيادتنا، أو وضع طفاية الحريق التي تشعرنا بأننا أخذنا بالاحتياطات اللازمة، أو حملنا للإسعافات الأولية في رحلتنا.

والهدف الأكبر أن تكون لديك ثروة تستطيع أن تعيش بها العديد من السنوات :)، وكما يقول باك ستوفولا “ثروتك الحقيقية هي عدد الأيام التي يمكنك أن تصمد فيها فيما لو فقدت وظيفتك اليوم”.

شارك التدوينة !

عن صفوان القريوتي

صفوان القريوتي
شاب أعمال | استثمر في الفرص

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*