7سبتمبر

إذا كنت تقضي أكثر من 1% من يومك في الشبكات الإجتماعية فهو مضيعة للوقت

أعلم أنك ربما عندما قرأت عنوان التدوينة وسرعان ما رددت في نفسك، تباً لتنظير ومثالية منك .. ولكن أريد أن أخبرك أني مدمن سابق على الشبكات الإجتماعية لساعات يومياً من قرابة 4 سنوات وأكثر .. وتجدني أمكث على جهازي المحمول أو الجوال بالساعات على تلك الشبكة، أشاهد ما الجديد؟ ومن شارك؟ ومن رد علي؟ لأرد عليه .. وهكذا .. وتستمر الحياة ..

في البداية؛ دعني أحدثك عن أكبر الإيجابيات التي استفتدها من الشبكات الإجتماعية بمختلفها؛
1) تواصل جميل بين فرق العمل، وكانت أداة جميلة تخدم فيها فريق عملك.
2) التعرف على نماذج وأفكار جديدة من المجتمع وأنت من بيتك أو مكتبك، عالم آخر معك.
3) علاقات مفيدة وحميدة كلها بفضل الله تكونت من خلال الشبكات الإجتماعية، وبعضها تطور لتجارية وتنافسية وثقافية.
4) تقبّل الطرف الآخر بعرض فكرته وحواره ونقاشه وأخذ آراء لأشخاص ربما مخالفين لك، لكن لديهم الكثير مما يفيدك.
5) وسيلة لنشر الخير بفكرة أو رأي أو مقولة أو علم، وإمكانية زرع مبادىء وأسس أنت مقتنع بها، ويسهل لك نشرها بأقل التكاليف.
6) سيرة ذاتية مكشوفة للشخص الذي تريد أن تتواصل معاه، وتستطيع تعرف مداخله ومخارجه وبعضاً من احتياجاته.
7) متابعة أحداث محلية وعالمية وأنا في مكتبي أحتسي القهوة، ومعرفة كل الجديد في لحظة نزوله مباشرة.
وهناك الكثير من الإيجابيات التي لو ركزنا فيها على الجانب الإيجابي بنخرج بالكثير الكثير وكلها رائعة ويمكن الإستفادة منها واستثمارها ..

إلا أنني في فترة ولحظات بدأت امتلك قناعات مخالفة ومناقضة لما كنت أمارسه بالسابق؛
ثم أصبح الأمر قناعة ويقين وإيمان بما توصلت له وهو ما أعمل على تطبيقه تدريجياً لأصل للهدف المنشود؛ الشبكات الإجتماعية يكفيها 1 % من وقتي أي 14.4 دقيقة من اليوم ..  وهناك هدف آخر وهو المنشود ستعرفه في نهاية التدوينة.

وبما أنني ذكرت لك بعض الإيجابيات التي استفدت منها، فدعني أذكر لك الشق الآخر من الموضوع ..
1) عالم افتراضي؛ أنا بحاجة لعمل وواقع ألمسه، فكل لحظة خارج النطاق المسموح هي تبقى في عالم افتراضي فرضيات وكلام تنظير .. فأنا احتاج للموازنة لا اللإفراط في الحكي والكلام وترك الواقع والعمل والبناء، ولا الإنهماك بشكل كبير في البناء والعمل وترك الترويح أو الإطلاع ومشاركة الناس .. ومهما كان الكلام ذو قيمة عالية وقيمة، والصحيح أو الخطوة الأخرى والأهم تحتاج مني العمل ثم العمل.

2) إدمان اللحظة؛ وهذه النقطة هي أكثر ما كانت تغيظني وتقهرني شخصياً، لماذا أتابع مؤتمر لساعة أو ساعات، وأشاهد تعليقات الناس على تويتر عنه، بينما في المقابل بكل اختصار استطيع أدخل بعد نهاية المؤتمر بـ دقائق وأشاهد كل الكلام السابق .. وأنا لست معهم فقط عبر الأثير ..!
فهل أنا فعلاً احتاج الخبر في لحظة نزوله بالثانية؟ أم يكفيني أن أطلع عليه بعد انتهاء الحدث؟ وأكون استثمر الساعتين بشيء أنفع لي بكثير.

وعلى صعيد الأشخاص؛ أحياناً أحب واستمتع بكتابات أحدهم، ومن عادته المشاركة فترة الليل، وتجدني انتظره فترة أنتظر بين لحظة ولحظة متى يشارك لأشاهدها مباشرة، ولكن! أستطيع أجني نفس الثمرة في حال إذا دخلت صفحته وشاهدت مشاركته واحدة وواحدة تلو الأخرى.. وعلى ذلك قس ..

فالحاصل إدمان متابعة جديد اللحظة سرقني الاستمتاع باللحظة، وهو الذي أوصلنا بأن نكون في جلسة مع أهلنا ووالدينا أو الأصحاب، وفي كل لحظات نتفقد حساباتنا، نتيجة هوس الإطلاع على جديد اللحظة.

3) خواطر مدمرة؛ إذا فكرنا في فكرة الشبكات الإجتماعية فهي باختصار تريد منك ردات فعلك مباشرة حال أي موقف يصيبك أو تلامسه أو تشاهده، وبالتالي فهي غالباً وتصل لنسبة 90 % تكون عاطفية بحتة، وغالباً ما تنعكس على شعور سلبي وضيق يريد الشخص التنفيس والترييح من خلال مشاركته.
لكن! في الواقع أكون ساذجاً وغبياً إذا بقيت أكثر من 14.4 دقيقة لأشاهد 90% من العواطف التي لا تدفعني إلا رجوعاً للخلف وتقاعساً. فأنا بحاجة للنقيض الأخر الذي يدفعني للأمام. ولدي من حولي ومن أمامي الكثير من العواطف التي تضربني، فلست باحثاً عن المزيد، بل أبحث عن النقيض المفيد ..

4) مقولات منقولة؛ أنا دخلت الشبكات الإجتماعية أريد تطوير نفسي بالعلم والتواصل والفكر والعلاقات والتجارة وبكل شيء متاح أمامي للتطوير. وفيه بيئة خصبة تدعم الكثير وكلن حسب أهدافه.
ثم أخذت اتجه لبعض الأشخاص أو الحسابات ممن يشاركوا بمقولات من كتب أو من خبراتهم أو نحوه، وبكل تأكيد هذا شيء إيجابي ونحتاجه جميعاً، إلا أن اعتمادي كلياً على المقولات أو بنسبة كثيرة هو وهم كالسراب، وكثير منا عزف عن القراءة من إدمان الشبكات الإجتماعية أو نقص معدل قراءته بشكل كبير.
وعندما أتابعك وتعجبني مقولاتك وما تنقله وما تكتبه، وربما تلهمني لمعلومة ما، إلا أنه يبقى كلام مشتت وناقص الكثير، فمن الأفضل أن أوزان وقتي لأذهب واقرأ كتاباً ما أو أتعلم علم جديد استثمر وقتي وبالتالي النتيجة لي استثمار أفضل وأقوى وبأساس قوي ومتين. أو أن أقوم لأعمل عملاً واقعياً مما استفتده من تلك المقولات أو الأشخاص الذين تابعتهم لأستفيد منهم. فدوري أنقل تلك الفائدة للواقع.

5) دليل أعمال الإنجازات يريد المزيد؛ بحكم أنني شخص عملي تجاري خاص، ولست تحت عمل وظيفي بفضل الله، فكل ما احتاجه للمستقبل هو دليل كبير من الإنجازات الواقعية التي قدمتها للعالم والمجتمع ولنفسي أولاً، وهذا الشيء الأكبر الذي يجعلني أقول هدفاً آخر وجديد، أن الخطة التالية؛ سأعطي الشبكات الإجتماعية 1% من وقت فراغي وليس 1% من يومي ..

 

ختاماً؛
اعلم ربما مشككاً بتدوينتي أو تردد في نفسك شخصاً ملحوساً 🙂 ..
ويما أنك أنت لست أنا .. فربما أنت إنسان مختلف، لديك خطط إستراتيجية فعالة لاستثمار هذه الشبكات الإجتماعية، ولا ينطبق عليك كلامي ..
ولكن! هو رأي شخصي أؤمن به، وأحببت أشاركه لك ربما أكون ساهمت معك في بناء نفسك بشكل أفضل ثم بناء أمة أقوى ..

وتذكر! أنت اليوم نتيجة قرارات وخبرات سنوات ماضية، وأنت غداً نتيجة قرارت وخبرات اليوم. ولك حق الاختيار ..

ودمتم بأفضل حال ..

شارك التدوينة !

عن صفوان القريوتي

صفوان القريوتي
شاب أعمال | استثمر في الفرص

تعليق واحد

  1. nadamoh45

    صدقت بكل كلمة
    وهذا ما يحدث معي للاسف
    كنت بحاجة لمن يوقظني من الدوامة التي اعيشها
    ممتنة لك

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*