12فبراير

ذكرني ..

ذات مرة قرأت عبارة دونها صديق عزيز في إحدى برامج التواصل:
“ودي اكتب كلام عن الآمل والتفائل والنجاح .. بس أحس العالم ملت من هالهرجة .. وودي اكتب لأن النفسية زفت ><
وش رآيكم نتكلم عن الحزن والنكد والقلق وكيف انه شيء مخيس لازم نتعايش معه ونأكل تبن ونثبر :p ”

هنا توقفت لحظات ورجعت لزمن وكأن هذه العبارات أنا من كتبتها ..!
كنت أفكر بهذا المنطق، وأن من حولنا ملّت نفوسهم من كلام التفاؤل والتحفيز والإيجابية، ويكفي ما انتشر في عوالم الشبكات وصفحات الانترنت.

ولكن ..!
هذه النظرية تغيرت عندي وانقلبت رأساً على عقب، ولم تعد في قاموسي بعد عدة أحداث سارت معي شخصياً؛ كلها كانت تدور في لحظات يأس وتعب وإحباط، ومن توفيق الله أن ذهبت عيناي لعبارات وألفاظ سمعتها وقرأتها كثيراً من قبل، إلا أنني كنت في تلك اللحظة بأشد الحاجة لها، وهي التي ساعدتي في لم شملي وقواي بفضل الله.

أحياناً أقرأ القرآن ولكن هذه المرة الوحيدة التي تستوقفني الآية تلك لأبحث وأتدبر معناها العميق، الذي كنت أجهله سنوات طوال.
كم من مرة قرأت كتاباً ثم أعدت قراءته مرة أخرى وثالثة، وفي كل مرة يذهب قلبي وعقلي لأشياء جديدة، وكأني بالسابق لم أقرأ الكتاب.

هنا تذكرت قول الله جل وتعالى “وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ المُؤْمِنِينَ” ..
نعم حتى إن كنت تعتقد أنني سمعت هذا الكلام مئات بل آلاف المرات، لكن ذكّر فإن الذكرى تنفع المؤمنين.

ذكّرني .. فأنت أول من تقويه هذه العبارات وتشد عضده.
ذكّرني .. فكل مُحبط ويائس ينتظر أملاً وكن أنت من تُوقد له المصباح وتفتح له النافذة.
ذكّرني .. فأنت لا تدري هناك شخصاً يقرأ عبارتك، وتكون نقطة تحول في حياته، وتجده يسجد شكراً لله بأن وفقه ليقرأ هذه العبارة التي تشرح صدره، ولك الفضل.
ذكّرني .. فأنت تنشر الخير وتساهم في رفع مستوى والأمل والمعنويات وهناك من يحتاجه.
ذكّرني .. فأنا اسمي إنسان لأنني كثير النسيان، واحتاج رفيق الصالح والعبارات الصالحة والإيجابية.
ذكّرني .. وأنوِ نيةً صادقة في قلبك بأن تنشر سعادة وأملاً ووعياً وكل خير.

“وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ المُؤْمِنِينَ” [سورة الذاريات: 55].

 

دمتم بكل خير وسعادة .. 

شارك التدوينة !

عن صفوان القريوتي

صفوان القريوتي
شاب أعمال | استثمر في الفرص

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*